memo 7'ad eldawa we soso namet

Friday, June 02, 2006

طبق اليوم " فتـة طائفيــة "

وبعد ان انتهيت من ايضاح وجهة نظري فيما يتعلق بالديمقراطية فإني أرى الأن على الساحة الكثير مما يثير الفزع في قلبي .. ولا انكر ان هناك تعديات من قبل بعض مؤسسات الدوله وتجاوز لحدود السلطات التي اسندتها إليها طبيعة عملها ، إلا اني أرى على الصعيد الأخر ضرورة حتمية لوجود قوة قادرة على الضرب بيد من حديد على أيدي كل من تسول له نفسه ان يستغل بعض المشاكل لتسيسها وإدراجها ضمن ايدلوجية كاذبة وفقاً لفلسفة المستثمرين دائمي الحرص على مكاسب شخصية .. وهذا لا يعني موافقتي على هذه التعديات او التجاوز او تضامني معها بقدر ماهو اعتقادا مني ورأي شخصي بهذه الضروره للحفاظ على وحدة وامن الوطن ، وتقنين طرق التعامل والتفاعل وسط مناخ سياسي يتفهمة ويستوعبه المواطن .. وإن كان الطريق إلى ذلك مازال طويلاً ـ فهذا لا يعطي الحق لأي كان ان يمارس حريته السياسية على أكتاف الشعب البسيط ..

لذلك فقد سمحت لنفسي ان اقتبس تلك المقاله التي قد تكون ترجمة لوجهة نظري.

طبق اليوم : " فـتة طائفيـة "
بقلم : محمد أبو كريشة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذهن اليوم مزدحم.. مخي فيه طابور عيش طويل لا يتحرك أمام فرن مغلق.. يلح علي رأسي التكرار علي أساس أنه يعلم الحمار أو يعلم الشطار.. والحمار أفضل من الشطار وأطيب.. فالشاطر لغوياً مفرد شطار وهو من أعيا أهله خبثاً ولؤما.. والشطارة: الانفصال والابتعاد.. والشاطر هو الذي يعصي أباه وولي أمره ويعيش في الخلاعة.. والشاطر : الخائن "يبقي الحمار أحسن من الشطار".. يبدو أن العود أحمد إلي ما سبق أن قلناه معاً من قبل.. فلا طوائف إلا اثنتين.. طائفة الفقراء وطائفة الأغنياء.. فلعن الله من طوفنا أو طأفنا أي جعلنا طوائف بعيداً عن الفقر والغني "وويل للمطوفين أو المطأفين" الذين أشعلوا نار الطائفية منذ نصف قرن أو يزيد حين قسمونا إلي عمال وفلاحين ورأسمالية وطنية ورأسمالية وثنية ونساء ورجال وشباب وشيوخ وأطفال.. "وطايفة المعمار" "وطايفة المثقفين".. والنخبة والنكبة والنكسة والحرية كل الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب.. والمسلم والمسيحي.. بينما المسلم ليس مسلماً كما يجب والمسيحي ليس مسيحياً كما ينبغي.. والاثنان كاذبان ومنافقان.. والاثنان مثال رائع للوحدة الوطنية في التشكيلات العصابية التي تضم مسلمين ومسيحيين.. والاثنان متحدان ومتضامنان علي مائدة القمار وأمام زجاجة الخمر وفي شقة حمراء.. وحدة وطنية عظيمة في الانحراف والخلاعة والمجون.. ووحدة وطنية عظيمة في الفقر والتهميش والهوان والذل.. لكنها الأغراض والأهواء والمآرب التي تحرك الراكد وتوقظ النائم لحاجة في نفس يعقوب ينجح دائماً في قضائها علي جثثنا وبدمائنا.. وأنا أعرف الفعل وأعرف المفعول به ولكني لا أعرف الفاعل وليتكم تعرفونه لي.. والفعل هو إطفاء الأنوار في منطقة وقضية ما لإظلامها تماماً وتعتيمها "والغلوشة عليها" وإيقاد الأنوار في منطقة وقضية أخري يراد تحريكها في وقت ما لغرض ما.. والمفعول به في كل الأحوال نحن الفقراء والمطحونين.. نحن الوقود.. نحن العصا ونحن المضروبون بها.. واسألوا أهل الذكر إن كانوا ينطقون.. لماذا القاتل والمقتول والسارق والمسروق والضارب والمضروب فقراء؟ إنها أطباق أعدها مجهولون أو معلومون لا نجد عليهم دليلاً.. أطباق يقدمونها لنا.. وكل طبق له مناسبة وله أهداف.. فمرة يقدمون لنا طبق الإصلاح بالمكسرات.. ومرة طبق المرأة وحقوقها وختانها وبكارتها.. ومرة طبق الشباب والأجيال القادمة التي لن تأتي أبداً.. وطبق اليوم هو "الفتة الطائفية" التي سموها "فتنة".. ونجح الفاعل المعلوم أو المجهول في أن يجعل طبق "الفتة الطائفية" شهياً.. فأقبلنا عليه بنهم.. منا من يأكل بلسانه ومنا من يأكل بقلمه.. ومنا من يأكل نفسه من الغيظ مثلي.. لأننا دائماً مخدوعون ومضحوك علينا ونبتلع الطعم تلو الطعم ونقع في الفخ ونصدق الكذبة ونلدغ من نفس الجحر ربما لأننا بلا رءوس.. أو لم يعد مسموحاً بأن يكون لنا رءوس.. ففي زمن الخصخصة لا يعترف السادة برءوس البشر وإذا لمحوها يقطعونها.. وليس مسموحاً إلا برءوس الأموال فقط.. أما البشر فمسموح لهم فقط بالذيول أو النصف الأسفل من الجسد أما النصف الأعلي فهو محظور طبقاً لقوانين الحرب علي الإرهاب.. فالنصف الأعلي إرهابي والنصف الأسفل معتدل ومتوازن وواقعي ويؤمن بحوار الحضارات.. لقد أشعلوا فتنة طائفية بين المرء ونفسه.. فنصفه الأعلي ضد الأسفل.. وهو يكره نفسه ويود أن "يطلع من هدومه".. لا لأنه مسلم أو مسيحي أو امرأة أو رجل أو شاب أو شيخ ولكن لأنه فقير ومعصور ومطحون بين شقي رحي لا ترحم.
***
هناك من يتسلي بهياج الفقراء الذين يستغلون أي مناسبة للتنفيس والهتاف والصراخ.. أي مناسبة والسلام.. ضرب كنيسة أو حرق مسجد أو "خناقة علي بنت حلوة".. المهم أن يصرخوا من آلام تراكمت وطفحت وبلغت الحلقوم.. وإذا كانت معركة بين مسلم ومسيحي هي الفتنة الطائفية أو طبق الفتة الطائفية.. فماذا نسمي قتل أب لزوجته وأبنائه وانتحاره..؟ وماذا نسمي قتل أم لأبنائها وزوجها لتهرب مع عشيقها؟ وماذا نسمي تغيير فتاة لدينها كما تغير جوربها لتتزوج عابر سبيل أغواها؟ وماذا نسمي برامج الفضاء التي تغتصب بناتنا في البيوت؟ وماذا نسمي بيع لحمنا بثمن بخس دون أن نسأل عن دين من نبيع له هذا اللحم؟.. وها هو أحمد يبيع كليته لبطرس بخمسة عشر ألف جنيه ولا يعنيه من بطرس دينه ولا ملته وإنما يعنيه الثمن الذي يتقاضاه مقابل كليته.. لا يهم الفقير أن المشتري شيطان أو ملاك "اللي يدفع يشيل".. والحكاية دائماً "تخلص" علي مائدة الوحدة الوطنية التي يكون الطبق الرئيسي فيها "الفتة الطائفية".. وكأنهم حلوا مشاكل وأزمات الفقراء من أي دين.. هؤلاء الفقراء الذين يتابعون صنوف الطعام علي موائد الوحدة الوطنية بحسرة ويقولون لبعضهم "نحن نموت وهم يأكلون".. الفقراء ليس لهم شيخ ولا بابا ولا ماما.. الفقراء لا يمثلهم أحد في برلمان ولا حزب ولا جماعة ولا حركة.. الفقراء "منهم لله" مباشرة يشتكون له الظلم والجور والعسف والخسف.. الفقراء يشتكون إلي الله من يأكلونهم نهاراً "ويحلون" بموائد الرحمن والوحدة الوطنية ليلاً.
كل العنف الذي نراه ونقرأ عنه ويحلو للبعض أن يصنفه علي هواه إلي فتنة طائفية ليس فعلاً أصيلاً وإنما هو رد فعل وإفراز طبيعي للفقر والهلاك والتهميش وعدم الاكتراث بهموم الناس.. نحن لا نكره بعضنا فقط بصرف النظر عن الدين ولكن المرء يكره نفسه.. ويتعصب ويتطرف ضد نفسه ويمارس عدوانه علي نفسه.. نحن نار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله وليس معقولاً أن جانبي الأيمن مسيحي وجانبي الأيسر مسلم لأجد تفسيراً منطقياً لكراهيتي لنفسي.. التفسير الوحيد أنني مقموع ومطحون "ومتبهدل".. اقتنعوا أو لا تقتنعوا.. أنتم أحرار.. آسف في اللفظ.. أنتم وأنا لسنا أحراراً.. نحن معتقلون في مشاكلنا.. ورهائن لعذابنا.. والسادة الكبار ليسوا في عجلة من أمرهم.. إنهم يفضلون التأني والتريث والدراسة وتشكيل اللجان الفرعية والرئيسية والمنبثقة "والمنبصقة".. الكبار والسادة يعيشون علي موتنا ويقتاتون ويقتاتون عذابنا ويشربون دمنا ودموعنا هنيئاً مريئاً.. ويشكلون حركات وجبهات باسم المواطن المصري "قال إيه عشان يحاصروا الفتنة".. "فتنة إيه" ياهواة النجومية والشهرة والتمويل من الداخل والخارج؟ الفتنة الحقيقية خرجت عن السيطرة وهي ليست طائفية ولكنها "فقرية" فتنة بطون خاوية وجيوب محروقة ومحرومة.. فتنة أناس يبيعون لحمهم ودمهم ليأكلوا.. ومازالوا ينتظرون قرار اللجنة التي تدرس والمسئول الذي يفكر ويفكر.. فتنة أناس لا يجدون مساكن ويقال إنهم يناضلون من أجل بناء مساجد وكنائس وأديرة وجمعيات إسلامية خيرية.. بينما خيرية لا تجد مأوي ولا علاجاً ولا طعاماً.
***
أيها الفقير المسلم أو المسيحي أو اليهودي هل تسمعني؟ لا تمزح ولا ترد علي قائلاً: "سمعت الرعد".. الحكاية جد.. أنت مضحوك عليك.. الحكاية ليست فتنة طائفية ولكنهم صنعوا منك "فتة وكفتة" وجعلوك رهن الإشارة.. تسكت إذا أرادوا.. وتصرخ إذا رغبوا.. وتؤيد إذا طلبوا.. وترفض وتدين إذا أحبوا.. حتي الأقلام الصحفية صدقت الكذبة وشربت "المقلب" وراحت تتحدث عن التلاحم المشتق من "اللحمة" والنسيج الواحد لأناس عرايا حفاة لا غزل عندهم ولا نسيج.. وراح كل قلم يروي قصص الحب بين المسيحيين والمسلمين.. ثم يسأل بعد ذلك: ما رأيك في مقالي؟.. فيقال له: هائل.. رائع.. أصبت كبد الحقيقة المصابة بالتليف.. وينام الكاتب سعيداً بالثناء والإطراء وقد أبرأ ذمته "وعمل اللي عليه" بعد أن حكي جورج عن علاقته الحميمة بصديقه مصطفي.. وتحدث محمد عن عشرته مع حبيب قلبه بولس.. كلام خائب وموضوعات إنشاء سخيفة وكلام في لا قضية.. بينما القضية الحقيقية لم يمسسها بشر.. وهي أننا جميعاً خارج الخدمة بفعل فاعل.. وخارج الحسابات بالأمر المباشر.. نحن مجاميع كومبارس نحلم بدور بطولة لا يأتي أبداً.. يكذب من يقول إن المسيحيين لهم مطالب مشروعة.. ويصدق من يقول إن الفقراء هم الذين لهم مطالب مشروعة لن تتحقق أبداً.. لقد قالوا إن العمال والفلاحين لهم خمسون في المائة من مقاعد المجالس النيابية.. والحق أن العمال والفلاحين لا وجود لهم في أي مجلس ولا في أي رأس مسئول.. وكل الذين يحتلون المقاعد ينبغي أن يحاكموا بتهمة انتحال صفات العامل والفلاح.. ينبغي أن نحاكم الذئب الذي ارتدي ثوب الحمل.. وإذا جعلنا مائة في المائة من مقاعد البرلمان للأقباط.. فإنهم أيضاً لن يمثلوا الفقراء وإذا جعلنا مائة في المائة من مقاعد البرلمان "للنسوان" فإنهن أيضاً لن يمثلن الفقراء والفقيرات.. فالأغنياء فقط هم الذين يملكون "أجرة" الوصول إلي القبة والمقعد.. وفي كل الأحوال سيبقي الفقراء خارج اللعبة وخارج الحسابات.. هم فقط وقود المعارك الوهمية والفتن المصنوعة في "فابريكة" السياسة.. ولابد أن تبقي مشاكلهم وهمومهم حتي يزايد عليها السادة ويصلوا بها وعن طريقها إلي الحصانة أو الحضانة.. والفقراء يتم استخدامهم لمسح بلاط أصحاب الجلالة برضاهم.. فهم بلطجية وهم حرامية صغار وهم مزيفو الإرادة.. وهم شياطين خرساء.. وهم شهود زور "وهتيفة" برضاهم وبثمن بخس دراهم معدودة.. وهم منافقون يهاجمون الفن الهابط والثقافة المتدنية والأغاني الساقطة ويقبلون علي كل تلك "بشبق".. و"ويبحلق" الواحد منهم في أرداف وسيقان المغنيات العاريات وهو يردد: استغفر الله العظيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "إيه قلة الأدب دي؟" ثم يقيم الصلاة وربما يصلي إماماً!! أو يذهب إلي الكنيسة ليصلي أيضاً!!
***
إذا صدقنا حكم الغرب علينا بالتخلف فإنني أرد هذا التخلف إلي ازدواج الشخصية والعيش بمئات الأقنعة.. فلا توجد مواقف واضحة.. سوداء أو بيضاء.. والعلاج لمشاكلنا لا يأتي أبداً لأن التشخيص دائما خاطئ.. وخطأ التشخيص عمدي في أغلب الأحيان.. فالقائلون بأن في مصر فتنة طائفية شخصوا المرض بشكل خاطئ لأهداف نعلمها فنحن نتحدث عن عفريت وهمي ونظل نتخيله حتي نصدق خيالنا ووهمنا.. ونتجاهل العفريت الحقيقي الذي يجثم علي صدورنا.. وهو عفريت الفقر والعوز والتهميش وعدم الاكتراث بنا.. حتي أصبح الإنسان عندنا وسيلة وأداة وعصا وجزرة. يستخدمها السادة لأغراضهم وأهوائهم.. والمشكلة ليست في أن هناك من يستخدمنا كعصي وأدوات ومكانس.. ولكن المشكلة في قبولنا نحن لهذا الوضع وتسليمنا به.. المشكلة أننا لم نعد نتألم.. لم نعد نستنكر ونستقبح ما يجري.. لم نعد نسخط علي أوضاع متردية.. المشكلة أننا رضينا بأن نكون مع القطيع.. يسوقنا من يسوقنا إلي حيث يريد ولا نريد.. يسوقنا إلي مصارعنا ومهالكنا ليحيا هو ويزايد علينا.
إننا نعلم أن المدينة الفاضلة الخالية من الأخطاء والخطايا لا وجود لها في الدنيا ولكننا ينبغي ألا نكف عن البحث عنها.. يكفينا شرف البحث والتنقيب.. يكفينا أننا نعاني بسبب غياب الفضيلة وشيوع الرذيلة.. يكفينا أننا نبكي ونتألم ولا نشارك في التهام الأطباق المسمومة التي يتم تقديمها لنا في كل مناسبة.. ولن يكون طبق الفتة الطائفية الذي يتزاحم عليه الجميع اليوم هو آخر الأطباق.. فهناك أطباق أخري في الطريق.. وهناك عرائس أخري ستظهر علي المسرح وتتحرك ونظنها نحن تتحرك وحدها وبإرادتها.. بينما هناك يد سوداء خلف الستار تحرك العرائس.. العرائس تتغير وحركاتها تتنوع والأطباق تتشكل لكن اليد السوداء واحدة.. والأصابع المغروسة في عيوننا واحدة.. وإذا لم يعجبكم كلامي.. فاستمروا.. وكلوا فتة وناموا في العسل!! فأنا لا أكتب لكي أعجبكم.. ولكني أكتب لأبرئ نفسي أمام الله.. ولأخرج علي منطق القطيع.. وأغادر منطقة الشيطان الأخرس.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home