memo 7'ad eldawa we soso namet

Saturday, February 17, 2007

إبنتي والكلب الضال

ويمر الوقت علينا نمرح ونتقاذف بعضنا البعض بما يقال وصفاً للمخابيل ، ويدعي كل منا ان الأخر هو من تسبب في هذا الهراء ، كأن تقول ابنتي بأنني الذي أغريتها لتستمر في الهراء ، لكوني فقط .. فقط ، رأيت في أثار اقدامنا بطاً كما اوحت إليّ هي ، وأنا ارد مدافعاً .. ألأني حبيبتي لم ارد ان أحطم تصوراتك وتأملاتك ، فهل أصبحت بفعلتي مختلاً .. وترد على .. ابنتي .. مداعبة
بس أيه رأيك مش عملنا برده عمل كويس اهو وساعدنا البكبكات ـ البطات ـ الصغار ـ وأنقذناهم ؟
واستدير برأسي مفتعلاً الحنق ، رافضا متابعة ما وصفته لها بأحاديث الصغار، وأني لن اصدق لها كلمة بعد الأن ولن اشاركها أيا من انفعالاتها وتفاعلاتها .... ليقع نظري على الكلب النائم ظلنا ، وكأنه كلبنا ، ونحن ما يوصف بأسرته لأتساءل بصوت مسموع ، هو الكلب دا لسه هنا ليه ، هو مش ليه أهل يدورا عليه ، كلب مين دا ، وأتلفت حولي وعلى بعد ما يقرب من النصف كيلو متر تجلس مجموعة اخرى لا أدري أهي اسرة او مجموعة أصدقاء ، واستشير ابنتي ان نلجأ إليهم .. نسألهم ، فقد يكون هو كلبهم وبعد مرحه معنا استأنسنا ويرتاح بيننا ونسلمه إليهم .. وأقف وتقف ابنتي وتننادي على الكلب
تعالي بوبي يالا نروح عند اهلك قاعدين هناك كلهم تعالا انا ها وديك هناك
وتتكرر المحاولات
وينظر الكلب باستنكار لما تقوله ابنتي ، وكأنه يقول لها ما هذا الهراء ، ونحتار ونقترح ان نسير وهو .. قد يسير وراءنا تابعا لخطانا ، وحقا يفعلها ويسير بجوارنا وهي تلاعبة وهو يمرح لها ومعها .. حتى وصلنا إلى هؤلاء ، وهم أسرة صغيرة أربعة أفراد ولدين وأب وأم ..
وبعد السلام ..
أهذا كلبكم
لا ـ نأسف وشكرا ، لا نحب اقتناء الكلاب
وألتفت وأنا استمع إلى جملة ـ نـأسف ، وشكرا ً ـ ألتفت إلى الكلب ، لأراه مستلقيا على الرمال منتظرا نهاية الحديث وعلى ملامحة شيء نفوذ الصبر واللوم ، وابنتي تمسح وبره وهو مستلقي باستمتاع وتدغدغه على راسه ليقف كمن يقول هيا ، ولا فائدة من إضاعة الوقت
وينطلق هو بمبادرة منه ، منه شخصياً ، ان نسير في اتجاه بيتنا
وأتوجه بحديثي إليهم مرة أخري

حسنا ، ونأسف للإزعاج ان كان قد حدث
بكل سرور
سلام
سلام

وحتى ان تراءي لنا البيت بدرجات السلم الاولى التي تسبق الباب الفعلي ، كانت ابنتي تداعب وتمرح مع الكلب ـ وقد اطلقت عليه اسم فري ـ الحر ، وتري أن أبله صفيه تقف في البلكون في انتظارها ، لتنادي عليها ابنتي التي تعلم أن هذا أمرا صعب ان تتحمله ابله صفيه وتسمح له بالدخول .. لتقول ابنتي
كلب يا أبله صفيه ، فري
وتصرخ أبله صفيه من البلكونه
فري ؟؟ ولحد هنا فري لحد البيت ودون تكاليف.؟ ، انتي وهو ما فيش دخول حبيبتي
وتتمسك صغيرتي بذراعي ، وعيونها تملؤها الرحمة والشفقة ، وتتوسل
هل يرضيك ان انام في الشارع بقا يابابا
طبعا لا ، هي بتقول علشان الكلب
طيب بابا ،ـ انتظر ، هو دا مش مخلوق برده وعايز ينام هو كمان يرضيك انه يكون كدا مش ليه اهل يعني ، طيب رأيك انت يروح فين بقا
يا حبيبتي ماهو اساسا مش بتاعنا ومش احنا اللي اقتنيناه واهملناه ، وهو بصراحه مش باين عليه اهمال كمان ، يعني هو بس بيلعب شويه ، وها يمشي يروح لأهله واصحابه ، بس انتي اسمعي كلام ابله صفيه بلاش مشاكل انتي عارفه انها ها تزعل قوي لو عملنا حاجه مش على راحتها
طيب يعني اقوله ايه دا ، اقوله روح نام عند اهلك ، اقفل في وشة الباب يعني ، ماهو اللي مش عايز ومش عارف مين اهله
التفت الى الكلب ، وكأني سأوجه له السؤال ، بكونه يعلم من اصحابه ، ام لا يعلم
لأراه مستلقيا في هدوء ويقين ، بل أري في عينيه ملامح المتفرج وكأن الأمر لا يعنيه في شيء
وتعلتي شفتاي الابتسامة الحانقة ، لأنادية ،
فري ؟؟
ينتصب الكلب ويتقدم نحوي ، وينحني براسه خجلا بين اقدامي ، وابنتي تصرخ ضاحكه ، لما تراه على ملامحي من بعضا من الفخر والغرور

ويعلو صراخ ابله صفيه ،
انتم ثلاثتكم ،،،،
وعلى مضض ، وبعد توسلاتي لأبلة صفية ـ تنتصر ابنتي في النهاية لأن نستضيف فري على عهد ان نحاول أن نجد له مأوى أو أن نستدل على اصحايه ...
ويأتي الغروب على أبنتي وهي تمرح وتلعب معه وتدفع ببعضا من الأطعمة وإناء للشرب ، وتحاول ابنتي ان تدل الكلب على المكان الذي تقرر اختياره للنوم حتى تتركه لتدخل وتشاركنا بقية المساء ، وها هو يرفض
......
يرفض أن يكون له مكانا يأوية
انتهي

6 Comments:

At 12:41 PM, February 18, 2007, Blogger tota said...

عزيى كاتب الرسائل
يالا رقة الابناء وقسوة الاباء الوهمية
بين الجلسة الرائعة الحانية يبدو الاب بهيبته التى تتلاشى بسرعة مع وداعة ابنته لتوقظ الطفل بداخله ليداعب طفولتها
ويتبادلا الرقة معا والحنو على الكلب الضال وتمت الخدعة المتبادلة وراحت ابلة صفية ضحية التكتل
ونعم فرى بما هدف اليه منذ البداية
بوست تلقائى اخذنى معك الى عالم طفولى جميل
تحياتى

 
At 8:59 AM, February 19, 2007, Blogger micheal mohsen said...

بوست لذيذ و خفيف يا صديقي..حقا..ما جمل عالم الاطفال ببرائتة و نقاوتة
سعيد بعودتك للتدوين مجددا

 
At 5:08 AM, February 20, 2007, Blogger يا مصر اكتب إليكي رسائلي said...

الأخت العزيزة الرقيقة tota
مرة تانية احيكي على ملاحظاتك الطبيعية ، وكأنك تقفي بعيدا بعض الشيء عنا ، وتراقبي ملامحنا وانفعالاتنا ، شكرا لوجودك في هذا المكان.
تحياتي لك والأصدقاء

 
At 5:11 AM, February 20, 2007, Blogger يا مصر اكتب إليكي رسائلي said...

الأخ العزيزmicheal mohsen
تحياتي لك صديقي ا لعزيز ، وشكرا على انطباعك الطيب عن البوست ، أجمل عالم فعلا عالم الأطفال ..
سعادتي ان اتواجد بينكم اكبر
على الله الدوام والقوة
شكرا لك والأصدقاء ، وتحياتي

 
At 10:05 AM, May 21, 2007, Anonymous Anonymous said...

معلش اتأخرت قوى على قراءه الجزء ده بس نقول ايه على الامتحانات وسنينها
احيانا بيكون عالم الاطفال منفصل تماما عن عالم الكبار
وكأن الكبار نسيوا انهم كانوا اطفال فى يوم من الايام
المرادى جايه ولابسه كوتشى عشان مش بحب البس كعب عالى
:)

 
At 10:07 AM, May 21, 2007, Anonymous Anonymous said...

انا اتأخرت على قراءه البوست ده
نقول ايه على الامتحانات وسنينها بقى
باحس ان عالم الاطفال مختلف تماما عن عالم الكبار
وكأن الكبار نسيوا انهم كانوا اطفال فى يوم من الايام
تحياتى..
وعلى فكره انا جايه ولابسه كوتشي عشان مش بحب الكعب العالى
:)

 

Post a Comment

<< Home